تراجعات الأسهم العالمية- كوفيد-19، خطة أمريكا، وبريكست يثيرون القلق.

شهدت أسواق الأسهم العالمية اليوم جلسة تداول عصيبة ومتقلبة، حيث تأثرت بشكل بالغ بتصاعد الإجراءات الاحترازية المشددة لمكافحة جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تعثر وتيرة المفاوضات الحاسمة بشأن خطة التعافي الاقتصادي الأمريكية الطموحة، فضلاً عن العقبات التي تواجه إبرام اتفاق تجاري سلس بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
في مستهل جلسة التداول في بورصة نيويورك، المعروفة أيضاً باسم وول ستريت، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.16%، بينما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 1.65%. كما سجل المؤشر الأوسع نطاقاً "إس آند بي 500" انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 1.09%.
وفي سياق متصل، شهد مؤشر "كاك 40" في العاصمة الفرنسية باريس انخفاضاً حاداً بنسبة 2.36%، ليصل إلى مستوى 4825.98 نقطة. وفي فرانكفورت، تراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 2.93%، بينما انخفض مؤشر "فوتسي" في لندن بنسبة 2.23%. وفي إسبانيا، فقد مؤشر "إيبكس" 1.86% من قيمته، في حين شهدت بورصة ميلانو الإيطالية خسائر فادحة بلغت 3.21%، وفقاً لبيانات وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلق نيل ويلسون، كبير المحللين في موقع "ماركتس.كوم" المتخصص في التحليلات المالية، قائلاً: "إن مزيجاً من خيبة الأمل إزاء خطة إنعاش الاقتصاد الأمريكي التي طال انتظارها، واستمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19 في مختلف أنحاء القارة الأوروبية، يشكل مجتمعة مزيجاً بالغ الخطورة وقابل للانفجار".
وتواجه خطة إنعاش الاقتصاد الأميركي، التي تترقبها الأسر والشركات الأمريكية المتضررة بشدة من تداعيات الوباء، تباطؤاً ملحوظاً في عملية إقرارها، وذلك بسبب الخلافات العميقة وعدم التوافق في الآراء حول بنودها وموادها بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، اللذين يركزان بشكل كبير على الاستعدادات الجارية للانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وبعد الإغلاق السلبي لبورصة نيويورك مساء الأربعاء، امتدت هذه التداعيات السلبية لتشمل المؤشرات الآسيوية أيضاً خلال تعاملات يوم الخميس. فقد سجلت بورصة طوكيو خسارة بلغت 0.51%، بينما انخفض مؤشر هونغ كونغ بنسبة 2.06%، وتراجع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.26%.
وتزيد هذه العوامل من فتور حماس المستثمرين الأوروبيين، الذين يشعرون بالفعل بالقلق إزاء التفشي المتزايد لوباء كوفيد-19 في أنحاء القارة الأوروبية العجوز، بالإضافة إلى تشديد القيود والإجراءات الاحترازية المفروضة بهدف إبطاء وتيرة انتشار الفيروس.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس عن فرض حظر تجول ليلي على حوالي 20 مليون شخص اعتباراً من يوم السبت. كما تم فرض قيود صارمة في كل من إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا ومنطقة كاتالونيا في إسبانيا وهولندا وألمانيا، حيث تم تسجيل أعداد قياسية من الإصابات اليومية بالفيروس.
وعلاوة على ذلك، انخفض سعر سهم شركة "آي إيه جي" للخطوط الجوية بنسبة 4.03%، ليصل إلى 94.30 بنساً، وذلك نتيجة للانخفاض الملحوظ في حركة الطيران والسفر الجوي.
ولم يسلم قطاع صناعة السيارات أيضاً من هذه التأثيرات السلبية. ففي ألمانيا، تراجع سعر سهم شركة "بي إم دبليو" بنسبة 4.28%، ليصل إلى 61.34 يورو، بينما انخفض سهم شركة "دايملر" بنسبة 4.07%، ليصل إلى 46.31 يورو، وتراجع سهم شركة "فولكس فاغن" بنسبة 4.56%، ليصل إلى 132.84 يورو.
وفي فرنسا، خسرت شركة رينو 3.59% من قيمة أسهمها، لتصل إلى 22.32 يورو، بينما تراجع سهم شركة "بي إس آ" بنسبة 2.82%، ليصل إلى 15.18 يورو.